سنويا يعرف موسم الولي الصالح سيدي علي بن حمدوش بضواحي مكناس مباشرة بعد ذكرى عيد المولد النبوي الشريف و طيلة أسبوع كامل حركة غير عادية حيث تعمل سلطات المدينة على تهيئ الجو الملائم لإضفاء الصبغة الرسمية على هذا الموسم و ذلك بتوفير جميع الضروريات و المستلزمات من خيام و إنارة و حواجز و حرس على طول الطريق المؤدية إلى الضريح.و ما يمكن ملاحظته خلال هذه المناسبة التي تبدأ بضريح الشيخ الكامل الهادي بنعيسى هو النشاط المكثف الذي يعرفه بعض الشعوذين على اختلاف أنواعهم و مشاربهم بالإضافة إلى ازدهار تجارة بعض المحرمات (خمور، مخدرات، دعارة…) و  الإنحلال الخلقي الذي يتجسد في أبشع صوره و كذا بيع مواد مضرة بالصحة و غير قابلة للإستهلاك كحلويات التبركة و مياه للا عيشة في قنينات غير مراقبة، بالإضافة إلى ذبائح كرمة للا عيشة التي لا تخضع لأي مراقبة من طرف المصالح البيطرية. هكذا و في بداية اليوم الأول من الموسم يتنقل الزوار القادمون من شتى أنحاء المغرب إلى منطقة جبل زرهون حيث يرقد جثمان الولي سيدي علي بن حمدوش حيث تشاهد مئات الأجسام نساء و رجال و عجزة شبه عارية تتلوى في حركات غريبة على نغمات الطبل و الغيطة من عيساوة و جيلالة و كناوة و حمادشة و هو ما يدعى بالجذبة تتجه نحو الضريح في حلقات أو طوائف مصحوبة بقرابين (معز- خرفان- بقر- جمال) و شموع و حنة و بيض و تمر متجهين بها نحو الكرمة العجيبة كرمة للا عيشة قنديشة، هذه الكرمة التي تكترى من طرف الجماعة بما يفوق 30 مليون سنتيم في كل موسم حيث تذبح كل هذه القرابين بجانب الكرمة تقربا لللا عيشة في دفع العين و إزالة التبعا، و طلب الزواج للعوانس، ىو الشفاء من الأمراض المستعصية بل الأدهى من هذا و ذاك ظهور عادة لا قبيل لنا بها و تتجلى في تزويج رجال برجال في حفل رسمي بالخيام المنصوبة على مقبرة من الكرمة "السحرية"…و من المظاهر التي تلفت الإنتباه هو ظهور بعض الرجال و النساء في جو هستري، شعور مرسلة و مطلوقة و أجسام تبدو كأنها علرية تتعرض للكي بالنار و وخز بالإبر و السكاكين و شرب المياه المغلية رجال و نساء فاقدي الوعي أصوات مخفية تصدر عنهم كغثاء و عويل الذئاب و القفز و النط على الأرض برجل واحدة حفاة عراة… و بالساحة المجاورة للضريح تنشط أنواع أخرى من البدع و الشعوذة كالرفس على بطون النساء العاقرات و الاستجمام في بيوت مخصصة للعوانس و إشعال الشموع بمغارة مجاورة يجلس فيها رجل ضخم البيئة يتبرك منه النساء بالنفخ على وجههن بماء الزهر أو ماء الورد مقابل الدراهم، و على طول الطريق المؤدية للضريح تنشط الحنيات و كذلك حلقات التداوي و التطبيب بالكي بالنار الملتهبة… أمام هذه المظاهر المنافية لشريعتنا الإسلامية الغراء يتم ابتزاز الزوار عن طريق أخذ أحوالهم بطرق مخلة بدعوى أن بركة الولي الصالح ستعينهم على الكسب الوفير و تحقيق المتمنيات و الرغبات.إنه نوع آخر من أنواع التخلف الذي لا زال مغرب اليوم المغرب المسلم رغم منافاته لتعاليم ديننا الحنيف و بعده عن العقل و المنطق رغم ما قام به بعض العلماء الأجلاء من الحركة السفلية بالمغرب في عهد الإستعمار لمحاربة مظاهر الشعوذة و الخرافات من أجل بناء مغرب لا يؤمن بمثل هذه البدع.إنها فعلا إساءة لمجتمعنا المسلم يسجلها علينا الزوار الأجانب الذين يتقاطرون على العاصمة الإسماعيلية في الفترة حيث تنشط عملية التصوير بالفيديو و آلات التصوير لتعرض بالبلدان الأوربية و الضحك على أدقاننا في الوقت الذي يمنع على المرسلين المحليين و الصورين الصحفيين إلتقاط هذه الصور قصد التنبيه و التوعية و الفضح…: حميد بن التهامي -مكناس-